صُدم الناس من لغة التحريض الفجة وكراهية الناس والاستعلاء عليهم التى تكلم بها مدير أمن البحيرة، أمس الأول، حين اعتبر رجال الشرطة هم أسياد الناس، وليسوا خادمين لهم، ولم يفهم - لأنه تربى فى عصر الفساد والاستبداد- أنه موظف عام مهمته الأولى هى حماية الناس وخدمتهم، وأنه يأخذ راتبه من المواطن المصرى الذى تحمل على مدار 30 عاما أخطاء للشرطة مر معظمها بلا عقاب رادع.
هل يتصور مدير أمن البحيرة الفاشل أن المصريين نسوا ما فعله مخبرا الشرطة بالشهيد خالد سعيد؟ هل تصور أن الناس نسوا أيضا ما فعله ابن لواء شرطة بعماد الكبير حين انتهك عرضه فى أحد أقسام الشرطة بسبب خناقة شارع، وعاد هذا الضابط إلى عمله بعد قضاء فترة العقوبة وكأنه أخطأ فى جنحة وليس جناية؟ وهل ما فعله منذ ثلاثة أيام ابن ضابط كبير آخر فى ميدان الجزائر فى المعادى حين أطلق الرصاص على سائق بسيط اختلف معه على أولوية السير، لا يؤكد أن المشكلة تنبع من طريقة اختيار طلاب الشرطة بعد أن تحكمت المحسوبية والفساد فى كثير من الحالات، وهو الذى أدى إلى هروب كثير من قادة وزارة العادلى مع أول مواجهة حقيقية فى 28 يناير، وتركوا شبابهم بلا قيادة ولا أوامر، ونسوا قسم الدفاع عن الوطن والمواطنين وحتى شرف مهنتهم، لأنهم اعتادوا على قهر الضعفاء والبسطاء وترك المجرمين والسفهاء؟!
نعم، الشعب المصرى مجروح مما فعلته به الشرطة على مدار 30 عاما، ويعرف فى الوقت نفسه أن جرائم كثير منهم يتحملها أولا النظام الفاسد، فهو المسؤول عن إطلاق يد أمن الدولة لتخريب الأحزاب والجامعات والجمعيات الأهلية، وهو الذى ترك جهاز الشرطة بلا حساب ولا مراقبة، وأبقى رجلاً مثل العادلى يجثم على صدره 14 عاما، فغيّب كل المعايير القانونية والمهنية عن عمل الجهاز، بدءا من اختيار الطلاب وانتهاء بمسار عملهم.
نعم، الشرطة فى حاجة إلى إعادة تأهيل كامل، يعتبر فيها كل ضابط شرطة أنه منفذ وحارس للقانون، وأن لغة الأسياد والعبيد التى أطلقها مدير أمن البحيرة تستلزم ليس فقط إقالته فورا، إنما أيضا ضرورة تغيير المفاهيم والمعايير التى يتم على أساسها بناء ضابط الشرطة.
إن هناك آلاف الشرفاء داخل هذا الجهاز، وكثير منهم كان يعمل عشرات الساعات بشرف دون مَنّ على الناس، وكم كنا نشاهد ضباطا وشبابا فى عمر الزهور كانوا ينتظرون ساعات فى الشوارع حتى تمر «تشريفة» الرئيس المخلوع، وكم شاهدنا كثيراً منهم رفضوا إطلاق النار على شباب الثورة، وكيف تظاهر البعض الآخر ضد ظلم العادلى وظلم النظام السابق.
إن تحويل شعار الشرطة فى خدمة الشعب إلى واقع معاش يستلزم إعادة تأهيل شامل لرجال الشرطة تبدأ بطريقة اختيار الطلاب وتغيير الثقافة التى يتلقونها داخل الكلية جذريا، كما أن من الضرورى تأمين حياة كريمة للضباط والاستماع إلى مشكلات شبابهم، وهى كثيرة، لبدء إصلاح حقيقى داخل هذا الجهاز، وحتى فكرة تأسيس نقابة للشرطة، كما هو فى البلاد الديمقراطية، أمر وارد لأننا نتحدث عن جهاز مدنى وليس عسكرياً.
إصلاح الشرطة ليس أمراً مستحيلاً بشرط عدم التعامل معه على أنه قضية تنقلات لهذا الشخص أو ذاك، إنما هى قضية إعادة تأهيل لدور جهاز حيوى خرّبه النظام السابق كما خرّب أجهزة كثيرة وكانت ضحيته الأولى الشعب وآلاف الضباط والأمناء والجنود الشرفاء.
هل يتصور مدير أمن البحيرة الفاشل أن المصريين نسوا ما فعله مخبرا الشرطة بالشهيد خالد سعيد؟ هل تصور أن الناس نسوا أيضا ما فعله ابن لواء شرطة بعماد الكبير حين انتهك عرضه فى أحد أقسام الشرطة بسبب خناقة شارع، وعاد هذا الضابط إلى عمله بعد قضاء فترة العقوبة وكأنه أخطأ فى جنحة وليس جناية؟ وهل ما فعله منذ ثلاثة أيام ابن ضابط كبير آخر فى ميدان الجزائر فى المعادى حين أطلق الرصاص على سائق بسيط اختلف معه على أولوية السير، لا يؤكد أن المشكلة تنبع من طريقة اختيار طلاب الشرطة بعد أن تحكمت المحسوبية والفساد فى كثير من الحالات، وهو الذى أدى إلى هروب كثير من قادة وزارة العادلى مع أول مواجهة حقيقية فى 28 يناير، وتركوا شبابهم بلا قيادة ولا أوامر، ونسوا قسم الدفاع عن الوطن والمواطنين وحتى شرف مهنتهم، لأنهم اعتادوا على قهر الضعفاء والبسطاء وترك المجرمين والسفهاء؟!
نعم، الشعب المصرى مجروح مما فعلته به الشرطة على مدار 30 عاما، ويعرف فى الوقت نفسه أن جرائم كثير منهم يتحملها أولا النظام الفاسد، فهو المسؤول عن إطلاق يد أمن الدولة لتخريب الأحزاب والجامعات والجمعيات الأهلية، وهو الذى ترك جهاز الشرطة بلا حساب ولا مراقبة، وأبقى رجلاً مثل العادلى يجثم على صدره 14 عاما، فغيّب كل المعايير القانونية والمهنية عن عمل الجهاز، بدءا من اختيار الطلاب وانتهاء بمسار عملهم.
نعم، الشرطة فى حاجة إلى إعادة تأهيل كامل، يعتبر فيها كل ضابط شرطة أنه منفذ وحارس للقانون، وأن لغة الأسياد والعبيد التى أطلقها مدير أمن البحيرة تستلزم ليس فقط إقالته فورا، إنما أيضا ضرورة تغيير المفاهيم والمعايير التى يتم على أساسها بناء ضابط الشرطة.
إن هناك آلاف الشرفاء داخل هذا الجهاز، وكثير منهم كان يعمل عشرات الساعات بشرف دون مَنّ على الناس، وكم كنا نشاهد ضباطا وشبابا فى عمر الزهور كانوا ينتظرون ساعات فى الشوارع حتى تمر «تشريفة» الرئيس المخلوع، وكم شاهدنا كثيراً منهم رفضوا إطلاق النار على شباب الثورة، وكيف تظاهر البعض الآخر ضد ظلم العادلى وظلم النظام السابق.
إن تحويل شعار الشرطة فى خدمة الشعب إلى واقع معاش يستلزم إعادة تأهيل شامل لرجال الشرطة تبدأ بطريقة اختيار الطلاب وتغيير الثقافة التى يتلقونها داخل الكلية جذريا، كما أن من الضرورى تأمين حياة كريمة للضباط والاستماع إلى مشكلات شبابهم، وهى كثيرة، لبدء إصلاح حقيقى داخل هذا الجهاز، وحتى فكرة تأسيس نقابة للشرطة، كما هو فى البلاد الديمقراطية، أمر وارد لأننا نتحدث عن جهاز مدنى وليس عسكرياً.
إصلاح الشرطة ليس أمراً مستحيلاً بشرط عدم التعامل معه على أنه قضية تنقلات لهذا الشخص أو ذاك، إنما هى قضية إعادة تأهيل لدور جهاز حيوى خرّبه النظام السابق كما خرّب أجهزة كثيرة وكانت ضحيته الأولى الشعب وآلاف الضباط والأمناء والجنود الشرفاء.
No comments:
Post a Comment